-مدخل التدريسTeaching Approach :
يعرف المدخل في التدريس – أي مدخل – "بأنه مجموعة من المسلمات أو
الافتراضات، بعضها يصف طبيعة المادة التي سنقوم بتدريسها، والبعض الآخر يتصل
بعمليتي تعليمها وتعلمها، أي يصف عمليتي تدريسها وتعلمها، وهذه المسلمات أو
الافتراضات لا تقبل الجدل فيما بين أصحابها أي المختصين في المادة الدراسية وفي
تدريسها، كما أنها – أي المسلمات – تترابط فيما بينها بعلاقات وثيقة، وتتمثل هذه
العلاقات في أن المسلمات التربوية أي تلك التي تتصل بعمليتي تعليمها وتعلمها تبني
على المسلمات المتصلة بطبيعة المادة.
محمود كامل حسن الناقة(2006)
2-إستراتيجية تدريسTeaching Strategy
خطة تشمل إجراءات منظمة يقوم بها المعلم
وطلبته لتحقيق مجموعة من الأهداف التعليمية اللازمة لتنفيذالموقف التعليمي وذلك من خلال
مجموعة من طرق التدريس التي ترتكز فلسفتها إما علي دور المعلم أكثر من المتعلم أو
دور المتعلم أكثر من المعلم أو دور المتعلم بمفردة وتتضمن الإستراتيجية تنظيم
لأدوار كلا من المعلم والمتلم وإعادة ترتيب للبيئة الفيزقية الصفية بما يحقق أهداف
الإستراتيجية المتنوعة.
حسن حسين زيتون(2001)
3-طريقة التدريسTeaching Method:
ما يتبعه المعلم من خطوات متسلسلة
متتالية ومترابطة لتحقيق هدف أو مجموعة أهداف تعليمية محددة .
صلاح عبد السميع عبد الرازق.(2007)
4-أسلوبالتدريسTeaching Style:
الكيفية التي
يتناول بها المعلم طريقة التدريس أثناء قيامه بعملية التدريس، أثناء قيامه بعملية
التدريس، أو هو الأسلوب الذي يتبعه المعلم في تنفيذ طريقة التدريس بصورة تميزه عن
غيره من المعلمين الذين يستخدمون نفي الطريقة، ومن ثم يرتبط بصورة أساسية بالخصائص
الشخصية للمعلم.
صلاح عبد السميع عبد الرازق.(2007)
5-تعريف مهارة التدريس:-
تعرف
مهارة التدريــــس بأنها : " القدرة عــلى أداء عمل/نشاط معين ذي علاقة
بتخطيط التدريس ، تنفيذه ، تقويـــــــــمه ، وهذا العـــــــــــــــمل قابل
للتحليل لمجـــــــــــــــموعة من الــــــــــسلوكيات (الأداءات) المعرفية أو
الحركية أو الاجتماعية ، ومن ثم يمكن تقييـــمه في ضوء معـــــايير الدقة في
القيام به وسرعة إنــــــــــــــجازه والقدرة على التكيف مع المواقف التدريـــــــسية
المتـــغيرة بالاستعانة بأسلوب الملاحــظة المنظمة ، ومن ثم يمكن تحسينه من خلال
البرامج التدريبية " (حسن
حسين زيتون ، 2001م ، 12 )
المراجع
حسن حسين زيتون(2001).
مهارات التدريس- رؤية في تنفيذ التدريس. القاهرة: عالم الكتب.
محمود كامل حسن الناقة(2006).
معاييرجودة الأصالة والمعاصرة للعناصر التربوية. ورقة مقدمة إلى ندوة مناهج التعليم
العام "نحو رؤية مستقبلية لمسار التعليم العام في العالم الإسلامي ومجتمعات
الأقليات المسلمة".السودان .
صلاح عبد السميع عبد الرازق.(2007) طرق التدريس
وأهميتها في تدريس التاريخ.متاح علي الرابط
www.slah.malware-site.www
ونضيف أليكم
معايير جودة الأصالة والمعاصرة للعناصر التربوية في طُرُق التَّدريس
الموضو ع كاملا علي الرابط
http://w81.malware-site.www/Approach%20Strategies%20Methods.doc
إعداد
أ.د. محمود كامل حسن الناقة
أستاذ المناهج والتدريس بجامعة عين شمس
ورئيس الجمعية المصرية للمناهج والتدريس
ورقة مقدمة إلى ندوة مناهج التعليم العام
"نحو رؤية مستقبلية لمسار التعليم العام في العالم الإسلامي ومجتمعات الأقليات المسلمة"
تنظمها الهيئة الإسلامية العالمية للتعليم ، رابطة العالم الإسلامي
بالتعاون مع
وزارة التعليم العام / وزارة الإرشاد والأوقاف
وبعض الجامعات السودانية
السودان : ربيع الأول 1427هـ - أبريل 2006م
بسم الله الرحمن الرحيم
معاييـر جـودة الأصالة والمعاصرة للتدريس
إعــداد
أ.د. محمود كامل حسن الناقة
أستاذ المناهج والتدريس بجامعة عين شمس
ورئيس الجمعية المصرية للمناهج والتدريس
يمثل التدريس عنصراً مهماً ورئيسا من عناصر المنهج المدرسي، كما أنه يعتبر مكوناً أساسياً من مكونات بناء هذا المنهج، فإذا كانت مكونات المنهج هي الأهداف، والمحتوى الأكاديمي والنشاطي والتدريس والتقويم والتطوير فإنا نجد أن التدريس هو واسطة العقد لهذه المكونات، ونقطة الوسط التي ننطلق منها لتحقيق الأهداف وفى ضوئها يتحدد شكل التقويم ووسائله وأساليبه وغاياته.
أولاً: طبيعة التدريس( ):-
التدريس مهنة علمية راقية، تقوم على مجموعة من النظريات والمبادئ والأسس، وتستخدم مجموعة من المصطلحات العلمية ذات المعاني المحددة والإجرائية، وعلى كل من يتصدى لعملية التدريس، ويتخذ من التدريس مهنة ليؤديها بفهم صحيح أداء فعالاً مثمراً ومؤدياً إلى تعلم فعـال، أن يتعرف ويفهم أربعة مصطلحـات رئيسة لا يمكـن أن يستغني عنها، ولا يمكن أن ينجح كمعلم دون معرفة واعية بها، وقدرة على ترجمتها إلى سلوك تدريس، هذه المصطلحات هي:
أ- المدخل في التدريس Teaching Approach.
ب- الطريقة في التدريس Teaching Method.
ج- فنيات التدريس Teaching Techniques.
د- استراتيجية التدريس Teaching Strategy.
• المدخل في التدريس:
يعرف المدخل في التدريس – أي مدخل – "بأنه مجموعة من المسلمات أو الافتراضات، بعضها يصف طبيعة المادة التي سنقوم بتدريسها، والبعض الآخر يتصل بعمليتي تعليمها وتعلمها، أي يصف عمليتي تدريسها وتعلمها، وهذه المسلمات أو الافتراضات لا تقبل الجدل فيما بين أصحابها أي المختصين في المادة الدراسية وفي تدريسها، كما أنها – أي المسلمات – تترابط فيما بينها بعلاقات وثيقة، وتتمثل هذه العلاقات في أن المسلمات التربوية أي تلك التي تتصل بعمليتي تعليمها وتعلمها تبني على المسلمات المتصلة بطبيعة المادة.
أي أن المدخل في التدريس عبارة عن وصف لطبيعة المادة التي ستدرس، وتفصيل لخصائصها ونظامها وطبيعتها، وبيان لوجهة نظر المختصين فيها من علمائها، وفي ذات الوقت وصف لما ينبغي على التربويين أن يتخذوه من طرائق واستراتيجيات وأساليب وإجراءات وفنيات لتدريس هذه المادة في ضوء وصف علمائها لها، كما أن المدخل في ذات الوقت وصف لطبيعة من سيتعلمون المادة وخصائصهم وميولهم وحاجاتهم ومشكلاتهم، وتحديد للامكانات الزمانية والمكانية والمادية والتكنولوجية المتاحة لتدريس المادة وتعلمها، بحيث يستطيع المعلم من خلال معرفته بكل ذلك أن يكون تصوراً أو منظوراً أو رؤية لكيفية تدريس هذه المادة وتعليمها بشكل فعال، أي تحديد كيف سيدخل إلى تدريس هذه المادة من خلال منظور تربوي علمي صحيح، وبدون هذا المدخل، ومعرفة المعلم به فإنه سيمارس التدريس بشكل عفوي عشوائي، والتدريس – كما ينبغي أن نعلم – علم وفن وليس عملاً عفوياً عشوائياً.
والمدخل بهذا المعني أشمل وأعم من الطريقة، فالمدخل التدريسي قد يتضمن أكثر من طريقة، فهو سيوحد بين المعلمين في المبادئ والأسس والتصور، ولكنه سيعطي الفرصة لكل معلم لكي يدرس بطريقة وإجراءات تختلف عن زميله، ولكنها كلها في النهاية تنتسب لمدخل واحد.
والمدخل في التدريس بهذا المعني يعتبر مصدراً من مصادر اشتقاق معايير الجودة للتدريس وهو يعني:
أ- التمكن من المادة المعلمة.
ب- التمكن من طبيعة المادة.
ج- التمكن من طبيعة المتعلمين وطبيعة العقل البشري.
د- التمكن من طرق التدريس وفنياته واستراتيجياته.
أ- أما التمكن من المادة المعلمة فلا يعني فقط تملكها واستيعابها وحفظها والقدرة على استرجاعها، وإنما يعني معايشتها والانفعال بها وهضمها والسيطرة عليها ومتابعة الجديد فيها، دون ذلك يفقد التدريس معياراً مهماً من معايير الجودة.
ب- أما فيما يتصل بالتمكن من طبيعة المادة فإنا نقصد بذلك أن لكل مادة تعليمية أو ميدان معرفي طبيعة خاصة لا يمكن للتدريس التعامل معها في غيبة من معرفة هذه الطبيعة، فطبيعة الشيء هي التي تحدد أساليب وطرق وفنيات التعامل معه، ومن ثم فمعرفة طبيعة كل مادة تعليمية تعتبر مصدراً لاشتقاق معيار لجودة التدريس، ولنضرب لذلك مثالاً بمدخل معروف من مداخل تدريس اللغات هو المدخل السمعي الشفهي الذي يستند إلى المعرفة بطبيعة اللغة تلك الطبيعة التي ستحدد شكل تدريس اللغة وطبيعته، هذا المدخل يري أن من طبيعة اللغة:
- أنها سمعية شفهية.
- أنها رموز تحمل معاني.
- أنها نظام بل هي نظام النظم.
وهذه الطبيعة هي مسلمات لدي اللغويين، فيأتي التربويون المنشغلون بتعليم اللغة وتدريسها فيشتقون منها وعلى ضوئها طبيعة عملية تدريس اللغة وتعليمها فيقولون:
1- إذا كانت اللغة سمعية شفهية، إذن ففهم اللغة عن طريق الاستماع يسبق استخدامها عن طريق الكلام.
2- إذن فينبغي أن نعلم الاستماع قبل الكلام.
3- إذا كانت اللغة رموزاً تحمل معاني، إذن فرؤية الرمز يسبق كتابته، إذن فتعليم القراءة يسبق تعليم الكتابة.
4- إذن ينبغي أن نعلم اللغة استماعاً وكلاماً وقراءة وكتابة.
5- إذن سيدخل معلم اللغة إلى تعليمها باعتبارها أربع مهارات أو أربعة فنون هي: الاستماع، والكلام، والقراءة، والكتابة.
إن تحديد طرق التدريس وأساليبه وفنياته واستراتيجياته أمر يتطلب معرفة بطبيعة المادة وأيضا معرفة انعكاس هذه الطبيعة على عمليتي تعليمها وتعلمها أي تدريسها.
وسنرجئ الحديث عن طبيعة المتعلمين وطبيعة العقل البشرى ذلك أنه سيأتي في سياق آخر بعض الانتهاء من حديثنا عن التدريس من خلال مصطلحاته الرئيسة التي أشرنا إليها. ومن ثم ننتقل للحديث عن طريقة التدريس، ثم فنيات التدريس ، ثم استراتيجياته .
• الطريقة في التدريس :
يدخل في معنى الطريقة كل ما تتضمنه عملية التدريس سواء كانت تدريس علوم أو رياضيات أو موسيقى ... إلخ، فالتدريس كله سواء أكان جيداً أم رديئاً يجب أن يتضمن ثلاث عمليات هي:
أ- عملية الانتقاء والاختيار :
من الصعب أن ندرس في وقت الدرس كل شيء من ألفه إلى يائه، ولذا فعلينا أن ندرس ما نرى أنه الأهم والأفضل والذي يمكن به الاستغناء عن غيره، أي الأعمدة الفقرية للدرس تلك التي إذا ما درسناها ساعدنا المتعلم على أن يدرس الباقي معتمداً على ذاته، أي أننا ينبغي أن نختار وننتقى ما ينبغي أن ندرسه، تحقيقاً لأهداف الدرس ومراميه.
ب- عملية المستوى والتنظيم
إذ من غير المقبول أن ندرس ما قمنا باختياره وانتقائه كما هو دفعة واحدة، ولذا فعلينا أن نعيد صياغته بالشكل الذي يضعه في مستوى يناسب مستوى المتعلمين، وأن نصنفه إلى مستويات ومراحل للدرس، كل مستوى ومرحلة تتصل بسابقتها وتمهد لما بعدها، أي تنظيم ما اخترناه في نظام يأتي بعضه قبل بعض بالشكل الذي يتواءم مع سيكولوجية المتعلمين وقدرتهم على المتابعة.
ج- عملية العرض:
إذا ما تمت العمليتان السابقتان ظهرت الحاجة إلى مجموعة من الأساليب والوسائل والإجراءات، والفنيات، والخطط، والتدابير، والحيل، والتفاعلات، والحوارات، والأخذ والعطاء تمكننا من عرض المادة وتعليمها، وهذه العملية هي نفسها ما أسميناه إجراءات التدريس وفنياته.
وفى ضوء هذا يمكن أن نصل بمفهوم الطريقة إلى درجة من البساطة والإجرائية عندما نراها الأسلوب أو المنهج الذي يتبعه المعلم منذ أن يجلس إلى مادة درسه منفرداً حتى يخرج من حجرة الدراسة، بحيث يتيح هذا الأسلوب أو المنهج الفرصة لكي يسيطر المعلم على مادته، ويتأكد من الإجراءات التي سيقوم بها، وأيضا يتيح الفرصة الكاملة للتلميذ لكي يشارك بنشاط وفاعلية في عملية التعلم، أي أن مفهوم الطريقة يأخذ في اعتباره الأسلوب الذي يتبعه المعلم في إعداد مادته وتنظيم درسه، وأيضاً الفنيات التي يسلكها في التدريس، كما يأخذ في اعتباره الوسائل المعينة بكل أشكالها.
كما ينبغي أن يكون واضحاً إن تحديد ما يختار وينظم ويعرض تسبقه ضرورة معرفة بعض الأمور المتصلة بالمادة، فإذا أردنا أن نختار ما سندرسه، فعلينا أن نعرف المصادر التي سنختار منها، وقبل أن نحدد شكل التنظيم الذي سيوضع فيه ما اخترناه، وما سيوضع قبل غيره أو بعده، علينا أن نعرف كيف ستؤثر هذه الأشكال التنظيمية المختلفة على عملية التدريس أي عملية العرض، وبالتالي كيف ستؤثر أساليب ووسائل العرض المختلفة والإجراءات والفنيات التدريسية على تنظيم المادة، وكيف ستتأثر بها.
والحقيقة أن هذه التدابير والفنيات والإجراءات والخطط التي تأخذ مكانها في حجرة الدراسة أثناء التدريس تعتمد اعتماداً كبيراً على المدرس، وعلى مهارته الشخصية، وعلى تكوين الفصل، كما أنها تختلف من موقف إلى آخر، بل وفى الموقف الواحد، ولذلك قيل أنه ليست هناك طريقة أحسن وأفضل على الإطلاق، كما لا يمكن القول بأن هناك طريقة واحدة تلائم كل مواقف التعلم، فاختلاف الأهداف واختلاف المادة واختلاف التلاميذ والمعلمين يحتاج إلى استراتيجية وتكنيك في الطريقة. وتعنى استراتيجية التدريس أن يكون هناك تخطيط عام لأهداف عامة نسبياً، وهذه الاستراتيجية تتضمن اختيار المادة الملائمة والتنظيم العام لها، أما التكنيك فيأخذ في اعتباره موقف التعلم ذاته وأسلوب العمل الذي يحقق بنجاح الأهداف العامة والأهداف الخاصة، وأيضاً يأخذ في اعتباره الوسائل المعينة والمناسبة لتحقيق هذه الأهداف.
• الطريقة والمحتوى:
وفى هذا السياق، وفى مجال حديثنا عن معنى الطريقة نجد أنفسنا في حاجة إلى توضيح ما يظنه البعض من خلاف بين الطريقة والمحتوى، لقد دارت مناقشات طويلة حول ما يسمى بالطريقة، وما يسمى بالمحتوى، تناولت : أيهما أهم في عملية التدريس، فمن قائل بأهمية طريقة التدريس، ومن قائل بأهمية المحتوى وأسبقيته على طريقة التدريس، والحقيقة أن كلا القولين جانبهما الصواب، فالمحتوى والطريقة لا يمثلان في حقيقة الأمر ثنائية أو ازدواجاً، وإنما هما جانبان مهمان لعملية واحدة هي عملية التدريس، فالمعلم في تدريسه يعلم شيئاً ما لشخص ما، وهذا الشيء وإن اصطلح الناس على تسميته بالمقرر الدراسي أو المادة الدراسية أو المادة التعليمية إلا أنه هو ذاته الذي نسميه المحتوى، وهو الذي تنصب عليه العمليتان الأوليان من طريقة التدريس، وهما عمليتا الاختيار والتنظيم مما يتناوله علم المناهج بالدراسة والتفصيل. وبدون المحتوى لن يكون هناك تعلم أو تعليم، ولكي يعلم المعلم هذا الشيء (المحتوى) لطلابه عليه أن يستعمل نوعاً من الأساليب والوسائل التي يعلم بها، أو يتوسل بها لييسر تعلم هذا الشيء للطلاب، وهذا ما ينطبق عليه التعريف الإجرائي البسيط للطريقة الذي سبق أن عرضناه.
والواقع أن كلا من الطريقة والمحتوى يحدد الآخر، فالطريقة تحدد إلى حد كبير ما يتعلمه التلميذ، وكيف يتعلمه، ومدى قابلية ما يتعلمه للتطبيق في الحياة، كما أن طبيعة المحتوى تحدد إلى حد كبير الطريقة وأساليب ووسائل المعالجة، ومن ثم فإن الاختيار يمثل جزءاً من طريقة التدريس، كما أن اختيار طريقة التدريس يشكل إطاراً معيارياً في ضوئه يختار المحتوى وينظم، وعلى هذا يجب أن نقرر أن الطريقة والمحتوى هما معا ركيزة تقوم عليها عملية التدريس والتعليم، وبدون واحد منهما لا تتم عملية التدريس على الإطلاق.
• استراتيجية التدريس( ):
أشرنا إلى أهمية أن يعرف المعلم مصطلح المدخل في التدريس، ويتعرف على مداخل متعددة تتصل بطبيعة المادة التي يقوم بتدريسها والتلاميذ الذين يقوم بالتدريس لهم، كما أشرنا إلى أهمية أن يتعرف المعلم على العمليات التي ينبغي عليه أن يقوم بها حتى نستطيع أن نطلق على ما يقوم به "طريقة تدريس" من اختيار، وانتقاء، وتعديل، وتنظيم، ثم عرض كل ذلك من أجل أن يحدث التدريس لدى المتعلمين تعلماً، ويحقق الأهداف التربوية للمناهج الدراسية. وهذا يعنى أن مهمة التدريس وبالتالي مهمة المعلم تسهيل التعلم وإثارته، وتوجيهه وتيسيره، أي إحداثه ومعنى هذا أن الكيفية التي نتبع خطواتها وإجراءاتها في التدريس مرتبطة بنوع التعلم الذي نرغب أن يمارسه الطلاب، ونوع المعرفة التي نود أن يكتسبوها، ونوع السلوك والمهارات والقيم ... إلخ التي نود أن تنمو لديهم، وفى ذات الوقت تتحدد هذه الأنواع بالكيفية التي ندرس بها.
وهناك من المداخل التدريسية وطرق التدريس وأساليبه وفنياته الكثير والكثير الذي يسهم بشكل كبير في تسهيل التعلم وتحقيق أهدافه مثل: القياس، والاستقراء، والتساؤل، والنقاش، والحوار، وحل المشكلة، والاكتشاف بأنواعه، والقراءة، ولعب الأدوار، والتمثيل، والتحليل، والتلقين، والمشروعات ... إلخ هذه القائمة المتعددة والمتجددة. ولكل طريقة من هذه الطرق، ولكل أسلوب من هذه الأساليب مزاياه وعيوبه، ولكل فاعليته في مواقف، وضعف جدواه في مواقف أخرى، أي أن كل أسلوب من هذه الأساليب التدريسية يحقق أغراضاً مختلفة، وينجز أهدافاً تعليمية متعددة إلا أن أياً منها بمفرده لا يستطيع أن يحقق كل الأغراض، أو ينجز كل الأهداف، فكما أشرنا: بعض هذه الأساليب قد تكون أفضل من بعضها فيما يتصل بملاءمتها وقدرتها على تسهيل نوع معين من التعليم، وبما أننا لا نستطيع بأي حال من الأحوال أن نستخدم هذه الأساليب بصورة مستقلة بعضها عن بعض، ولأن الأسلوب الواحد قد يستطيع أن يحقق أكثر من هدف ولكنه لا يستطيع تحقيقها كلها، كما أن لكل أسلوب – كما ذكرنا- مزاياه وعيوبه، ومن هنا نقول إننا بحاجة لإعادة ترتيب هذه الأساليب بعناية في تسلسل يعين كلا من المعلم والطالب على تحقيق أهداف التعلم بفاعلية وكفاءة.
إذن فاختيار، وترتيب، وتوليف، ونسج مجموعة من أساليب التدريس وطرقه بشكل فني متتابع ومترابط ومنطقي، وتطبيقها بهذه الصورة التكنيكية المتتابعة المترابطة المتسقة التي يسلم كل واحد منها الأمر إلى الآخر في مجرى تدريسي واحد وفى يسر لتحقيق أهداف معينة محددة – هذه العملية يمكن أن نسميها استراتيجية تدريسية، أي أن اختيار الأساليب،
وترتيبها، وتوليفها، وتنسيقها بحيث تشكل في مجموعها طريقة واحدة هي ما نسميه باستراتيجية التدريس
يعرف المدخل في التدريس – أي مدخل – "بأنه مجموعة من المسلمات أو
الافتراضات، بعضها يصف طبيعة المادة التي سنقوم بتدريسها، والبعض الآخر يتصل
بعمليتي تعليمها وتعلمها، أي يصف عمليتي تدريسها وتعلمها، وهذه المسلمات أو
الافتراضات لا تقبل الجدل فيما بين أصحابها أي المختصين في المادة الدراسية وفي
تدريسها، كما أنها – أي المسلمات – تترابط فيما بينها بعلاقات وثيقة، وتتمثل هذه
العلاقات في أن المسلمات التربوية أي تلك التي تتصل بعمليتي تعليمها وتعلمها تبني
على المسلمات المتصلة بطبيعة المادة.
محمود كامل حسن الناقة(2006)
2-إستراتيجية تدريسTeaching Strategy
خطة تشمل إجراءات منظمة يقوم بها المعلم
وطلبته لتحقيق مجموعة من الأهداف التعليمية اللازمة لتنفيذالموقف التعليمي وذلك من خلال
مجموعة من طرق التدريس التي ترتكز فلسفتها إما علي دور المعلم أكثر من المتعلم أو
دور المتعلم أكثر من المعلم أو دور المتعلم بمفردة وتتضمن الإستراتيجية تنظيم
لأدوار كلا من المعلم والمتلم وإعادة ترتيب للبيئة الفيزقية الصفية بما يحقق أهداف
الإستراتيجية المتنوعة.
حسن حسين زيتون(2001)
3-طريقة التدريسTeaching Method:
ما يتبعه المعلم من خطوات متسلسلة
متتالية ومترابطة لتحقيق هدف أو مجموعة أهداف تعليمية محددة .
صلاح عبد السميع عبد الرازق.(2007)
4-أسلوبالتدريسTeaching Style:
الكيفية التي
يتناول بها المعلم طريقة التدريس أثناء قيامه بعملية التدريس، أثناء قيامه بعملية
التدريس، أو هو الأسلوب الذي يتبعه المعلم في تنفيذ طريقة التدريس بصورة تميزه عن
غيره من المعلمين الذين يستخدمون نفي الطريقة، ومن ثم يرتبط بصورة أساسية بالخصائص
الشخصية للمعلم.
صلاح عبد السميع عبد الرازق.(2007)
5-تعريف مهارة التدريس:-
تعرف
مهارة التدريــــس بأنها : " القدرة عــلى أداء عمل/نشاط معين ذي علاقة
بتخطيط التدريس ، تنفيذه ، تقويـــــــــمه ، وهذا العـــــــــــــــمل قابل
للتحليل لمجـــــــــــــــموعة من الــــــــــسلوكيات (الأداءات) المعرفية أو
الحركية أو الاجتماعية ، ومن ثم يمكن تقييـــمه في ضوء معـــــايير الدقة في
القيام به وسرعة إنــــــــــــــجازه والقدرة على التكيف مع المواقف التدريـــــــسية
المتـــغيرة بالاستعانة بأسلوب الملاحــظة المنظمة ، ومن ثم يمكن تحسينه من خلال
البرامج التدريبية " (حسن
حسين زيتون ، 2001م ، 12 )
المراجع
حسن حسين زيتون(2001).
مهارات التدريس- رؤية في تنفيذ التدريس. القاهرة: عالم الكتب.
محمود كامل حسن الناقة(2006).
معاييرجودة الأصالة والمعاصرة للعناصر التربوية. ورقة مقدمة إلى ندوة مناهج التعليم
العام "نحو رؤية مستقبلية لمسار التعليم العام في العالم الإسلامي ومجتمعات
الأقليات المسلمة".السودان .
صلاح عبد السميع عبد الرازق.(2007) طرق التدريس
وأهميتها في تدريس التاريخ.متاح علي الرابط
www.slah.malware-site.www
ونضيف أليكم
معايير جودة الأصالة والمعاصرة للعناصر التربوية في طُرُق التَّدريس
الموضو ع كاملا علي الرابط
http://w81.malware-site.www/Approach%20Strategies%20Methods.doc
إعداد
أ.د. محمود كامل حسن الناقة
أستاذ المناهج والتدريس بجامعة عين شمس
ورئيس الجمعية المصرية للمناهج والتدريس
ورقة مقدمة إلى ندوة مناهج التعليم العام
"نحو رؤية مستقبلية لمسار التعليم العام في العالم الإسلامي ومجتمعات الأقليات المسلمة"
تنظمها الهيئة الإسلامية العالمية للتعليم ، رابطة العالم الإسلامي
بالتعاون مع
وزارة التعليم العام / وزارة الإرشاد والأوقاف
وبعض الجامعات السودانية
السودان : ربيع الأول 1427هـ - أبريل 2006م
بسم الله الرحمن الرحيم
معاييـر جـودة الأصالة والمعاصرة للتدريس
إعــداد
أ.د. محمود كامل حسن الناقة
أستاذ المناهج والتدريس بجامعة عين شمس
ورئيس الجمعية المصرية للمناهج والتدريس
يمثل التدريس عنصراً مهماً ورئيسا من عناصر المنهج المدرسي، كما أنه يعتبر مكوناً أساسياً من مكونات بناء هذا المنهج، فإذا كانت مكونات المنهج هي الأهداف، والمحتوى الأكاديمي والنشاطي والتدريس والتقويم والتطوير فإنا نجد أن التدريس هو واسطة العقد لهذه المكونات، ونقطة الوسط التي ننطلق منها لتحقيق الأهداف وفى ضوئها يتحدد شكل التقويم ووسائله وأساليبه وغاياته.
أولاً: طبيعة التدريس( ):-
التدريس مهنة علمية راقية، تقوم على مجموعة من النظريات والمبادئ والأسس، وتستخدم مجموعة من المصطلحات العلمية ذات المعاني المحددة والإجرائية، وعلى كل من يتصدى لعملية التدريس، ويتخذ من التدريس مهنة ليؤديها بفهم صحيح أداء فعالاً مثمراً ومؤدياً إلى تعلم فعـال، أن يتعرف ويفهم أربعة مصطلحـات رئيسة لا يمكـن أن يستغني عنها، ولا يمكن أن ينجح كمعلم دون معرفة واعية بها، وقدرة على ترجمتها إلى سلوك تدريس، هذه المصطلحات هي:
أ- المدخل في التدريس Teaching Approach.
ب- الطريقة في التدريس Teaching Method.
ج- فنيات التدريس Teaching Techniques.
د- استراتيجية التدريس Teaching Strategy.
• المدخل في التدريس:
يعرف المدخل في التدريس – أي مدخل – "بأنه مجموعة من المسلمات أو الافتراضات، بعضها يصف طبيعة المادة التي سنقوم بتدريسها، والبعض الآخر يتصل بعمليتي تعليمها وتعلمها، أي يصف عمليتي تدريسها وتعلمها، وهذه المسلمات أو الافتراضات لا تقبل الجدل فيما بين أصحابها أي المختصين في المادة الدراسية وفي تدريسها، كما أنها – أي المسلمات – تترابط فيما بينها بعلاقات وثيقة، وتتمثل هذه العلاقات في أن المسلمات التربوية أي تلك التي تتصل بعمليتي تعليمها وتعلمها تبني على المسلمات المتصلة بطبيعة المادة.
أي أن المدخل في التدريس عبارة عن وصف لطبيعة المادة التي ستدرس، وتفصيل لخصائصها ونظامها وطبيعتها، وبيان لوجهة نظر المختصين فيها من علمائها، وفي ذات الوقت وصف لما ينبغي على التربويين أن يتخذوه من طرائق واستراتيجيات وأساليب وإجراءات وفنيات لتدريس هذه المادة في ضوء وصف علمائها لها، كما أن المدخل في ذات الوقت وصف لطبيعة من سيتعلمون المادة وخصائصهم وميولهم وحاجاتهم ومشكلاتهم، وتحديد للامكانات الزمانية والمكانية والمادية والتكنولوجية المتاحة لتدريس المادة وتعلمها، بحيث يستطيع المعلم من خلال معرفته بكل ذلك أن يكون تصوراً أو منظوراً أو رؤية لكيفية تدريس هذه المادة وتعليمها بشكل فعال، أي تحديد كيف سيدخل إلى تدريس هذه المادة من خلال منظور تربوي علمي صحيح، وبدون هذا المدخل، ومعرفة المعلم به فإنه سيمارس التدريس بشكل عفوي عشوائي، والتدريس – كما ينبغي أن نعلم – علم وفن وليس عملاً عفوياً عشوائياً.
والمدخل بهذا المعني أشمل وأعم من الطريقة، فالمدخل التدريسي قد يتضمن أكثر من طريقة، فهو سيوحد بين المعلمين في المبادئ والأسس والتصور، ولكنه سيعطي الفرصة لكل معلم لكي يدرس بطريقة وإجراءات تختلف عن زميله، ولكنها كلها في النهاية تنتسب لمدخل واحد.
والمدخل في التدريس بهذا المعني يعتبر مصدراً من مصادر اشتقاق معايير الجودة للتدريس وهو يعني:
أ- التمكن من المادة المعلمة.
ب- التمكن من طبيعة المادة.
ج- التمكن من طبيعة المتعلمين وطبيعة العقل البشري.
د- التمكن من طرق التدريس وفنياته واستراتيجياته.
أ- أما التمكن من المادة المعلمة فلا يعني فقط تملكها واستيعابها وحفظها والقدرة على استرجاعها، وإنما يعني معايشتها والانفعال بها وهضمها والسيطرة عليها ومتابعة الجديد فيها، دون ذلك يفقد التدريس معياراً مهماً من معايير الجودة.
ب- أما فيما يتصل بالتمكن من طبيعة المادة فإنا نقصد بذلك أن لكل مادة تعليمية أو ميدان معرفي طبيعة خاصة لا يمكن للتدريس التعامل معها في غيبة من معرفة هذه الطبيعة، فطبيعة الشيء هي التي تحدد أساليب وطرق وفنيات التعامل معه، ومن ثم فمعرفة طبيعة كل مادة تعليمية تعتبر مصدراً لاشتقاق معيار لجودة التدريس، ولنضرب لذلك مثالاً بمدخل معروف من مداخل تدريس اللغات هو المدخل السمعي الشفهي الذي يستند إلى المعرفة بطبيعة اللغة تلك الطبيعة التي ستحدد شكل تدريس اللغة وطبيعته، هذا المدخل يري أن من طبيعة اللغة:
- أنها سمعية شفهية.
- أنها رموز تحمل معاني.
- أنها نظام بل هي نظام النظم.
وهذه الطبيعة هي مسلمات لدي اللغويين، فيأتي التربويون المنشغلون بتعليم اللغة وتدريسها فيشتقون منها وعلى ضوئها طبيعة عملية تدريس اللغة وتعليمها فيقولون:
1- إذا كانت اللغة سمعية شفهية، إذن ففهم اللغة عن طريق الاستماع يسبق استخدامها عن طريق الكلام.
2- إذن فينبغي أن نعلم الاستماع قبل الكلام.
3- إذا كانت اللغة رموزاً تحمل معاني، إذن فرؤية الرمز يسبق كتابته، إذن فتعليم القراءة يسبق تعليم الكتابة.
4- إذن ينبغي أن نعلم اللغة استماعاً وكلاماً وقراءة وكتابة.
5- إذن سيدخل معلم اللغة إلى تعليمها باعتبارها أربع مهارات أو أربعة فنون هي: الاستماع، والكلام، والقراءة، والكتابة.
إن تحديد طرق التدريس وأساليبه وفنياته واستراتيجياته أمر يتطلب معرفة بطبيعة المادة وأيضا معرفة انعكاس هذه الطبيعة على عمليتي تعليمها وتعلمها أي تدريسها.
وسنرجئ الحديث عن طبيعة المتعلمين وطبيعة العقل البشرى ذلك أنه سيأتي في سياق آخر بعض الانتهاء من حديثنا عن التدريس من خلال مصطلحاته الرئيسة التي أشرنا إليها. ومن ثم ننتقل للحديث عن طريقة التدريس، ثم فنيات التدريس ، ثم استراتيجياته .
• الطريقة في التدريس :
يدخل في معنى الطريقة كل ما تتضمنه عملية التدريس سواء كانت تدريس علوم أو رياضيات أو موسيقى ... إلخ، فالتدريس كله سواء أكان جيداً أم رديئاً يجب أن يتضمن ثلاث عمليات هي:
أ- عملية الانتقاء والاختيار :
من الصعب أن ندرس في وقت الدرس كل شيء من ألفه إلى يائه، ولذا فعلينا أن ندرس ما نرى أنه الأهم والأفضل والذي يمكن به الاستغناء عن غيره، أي الأعمدة الفقرية للدرس تلك التي إذا ما درسناها ساعدنا المتعلم على أن يدرس الباقي معتمداً على ذاته، أي أننا ينبغي أن نختار وننتقى ما ينبغي أن ندرسه، تحقيقاً لأهداف الدرس ومراميه.
ب- عملية المستوى والتنظيم
إذ من غير المقبول أن ندرس ما قمنا باختياره وانتقائه كما هو دفعة واحدة، ولذا فعلينا أن نعيد صياغته بالشكل الذي يضعه في مستوى يناسب مستوى المتعلمين، وأن نصنفه إلى مستويات ومراحل للدرس، كل مستوى ومرحلة تتصل بسابقتها وتمهد لما بعدها، أي تنظيم ما اخترناه في نظام يأتي بعضه قبل بعض بالشكل الذي يتواءم مع سيكولوجية المتعلمين وقدرتهم على المتابعة.
ج- عملية العرض:
إذا ما تمت العمليتان السابقتان ظهرت الحاجة إلى مجموعة من الأساليب والوسائل والإجراءات، والفنيات، والخطط، والتدابير، والحيل، والتفاعلات، والحوارات، والأخذ والعطاء تمكننا من عرض المادة وتعليمها، وهذه العملية هي نفسها ما أسميناه إجراءات التدريس وفنياته.
وفى ضوء هذا يمكن أن نصل بمفهوم الطريقة إلى درجة من البساطة والإجرائية عندما نراها الأسلوب أو المنهج الذي يتبعه المعلم منذ أن يجلس إلى مادة درسه منفرداً حتى يخرج من حجرة الدراسة، بحيث يتيح هذا الأسلوب أو المنهج الفرصة لكي يسيطر المعلم على مادته، ويتأكد من الإجراءات التي سيقوم بها، وأيضا يتيح الفرصة الكاملة للتلميذ لكي يشارك بنشاط وفاعلية في عملية التعلم، أي أن مفهوم الطريقة يأخذ في اعتباره الأسلوب الذي يتبعه المعلم في إعداد مادته وتنظيم درسه، وأيضاً الفنيات التي يسلكها في التدريس، كما يأخذ في اعتباره الوسائل المعينة بكل أشكالها.
كما ينبغي أن يكون واضحاً إن تحديد ما يختار وينظم ويعرض تسبقه ضرورة معرفة بعض الأمور المتصلة بالمادة، فإذا أردنا أن نختار ما سندرسه، فعلينا أن نعرف المصادر التي سنختار منها، وقبل أن نحدد شكل التنظيم الذي سيوضع فيه ما اخترناه، وما سيوضع قبل غيره أو بعده، علينا أن نعرف كيف ستؤثر هذه الأشكال التنظيمية المختلفة على عملية التدريس أي عملية العرض، وبالتالي كيف ستؤثر أساليب ووسائل العرض المختلفة والإجراءات والفنيات التدريسية على تنظيم المادة، وكيف ستتأثر بها.
والحقيقة أن هذه التدابير والفنيات والإجراءات والخطط التي تأخذ مكانها في حجرة الدراسة أثناء التدريس تعتمد اعتماداً كبيراً على المدرس، وعلى مهارته الشخصية، وعلى تكوين الفصل، كما أنها تختلف من موقف إلى آخر، بل وفى الموقف الواحد، ولذلك قيل أنه ليست هناك طريقة أحسن وأفضل على الإطلاق، كما لا يمكن القول بأن هناك طريقة واحدة تلائم كل مواقف التعلم، فاختلاف الأهداف واختلاف المادة واختلاف التلاميذ والمعلمين يحتاج إلى استراتيجية وتكنيك في الطريقة. وتعنى استراتيجية التدريس أن يكون هناك تخطيط عام لأهداف عامة نسبياً، وهذه الاستراتيجية تتضمن اختيار المادة الملائمة والتنظيم العام لها، أما التكنيك فيأخذ في اعتباره موقف التعلم ذاته وأسلوب العمل الذي يحقق بنجاح الأهداف العامة والأهداف الخاصة، وأيضاً يأخذ في اعتباره الوسائل المعينة والمناسبة لتحقيق هذه الأهداف.
• الطريقة والمحتوى:
وفى هذا السياق، وفى مجال حديثنا عن معنى الطريقة نجد أنفسنا في حاجة إلى توضيح ما يظنه البعض من خلاف بين الطريقة والمحتوى، لقد دارت مناقشات طويلة حول ما يسمى بالطريقة، وما يسمى بالمحتوى، تناولت : أيهما أهم في عملية التدريس، فمن قائل بأهمية طريقة التدريس، ومن قائل بأهمية المحتوى وأسبقيته على طريقة التدريس، والحقيقة أن كلا القولين جانبهما الصواب، فالمحتوى والطريقة لا يمثلان في حقيقة الأمر ثنائية أو ازدواجاً، وإنما هما جانبان مهمان لعملية واحدة هي عملية التدريس، فالمعلم في تدريسه يعلم شيئاً ما لشخص ما، وهذا الشيء وإن اصطلح الناس على تسميته بالمقرر الدراسي أو المادة الدراسية أو المادة التعليمية إلا أنه هو ذاته الذي نسميه المحتوى، وهو الذي تنصب عليه العمليتان الأوليان من طريقة التدريس، وهما عمليتا الاختيار والتنظيم مما يتناوله علم المناهج بالدراسة والتفصيل. وبدون المحتوى لن يكون هناك تعلم أو تعليم، ولكي يعلم المعلم هذا الشيء (المحتوى) لطلابه عليه أن يستعمل نوعاً من الأساليب والوسائل التي يعلم بها، أو يتوسل بها لييسر تعلم هذا الشيء للطلاب، وهذا ما ينطبق عليه التعريف الإجرائي البسيط للطريقة الذي سبق أن عرضناه.
والواقع أن كلا من الطريقة والمحتوى يحدد الآخر، فالطريقة تحدد إلى حد كبير ما يتعلمه التلميذ، وكيف يتعلمه، ومدى قابلية ما يتعلمه للتطبيق في الحياة، كما أن طبيعة المحتوى تحدد إلى حد كبير الطريقة وأساليب ووسائل المعالجة، ومن ثم فإن الاختيار يمثل جزءاً من طريقة التدريس، كما أن اختيار طريقة التدريس يشكل إطاراً معيارياً في ضوئه يختار المحتوى وينظم، وعلى هذا يجب أن نقرر أن الطريقة والمحتوى هما معا ركيزة تقوم عليها عملية التدريس والتعليم، وبدون واحد منهما لا تتم عملية التدريس على الإطلاق.
• استراتيجية التدريس( ):
أشرنا إلى أهمية أن يعرف المعلم مصطلح المدخل في التدريس، ويتعرف على مداخل متعددة تتصل بطبيعة المادة التي يقوم بتدريسها والتلاميذ الذين يقوم بالتدريس لهم، كما أشرنا إلى أهمية أن يتعرف المعلم على العمليات التي ينبغي عليه أن يقوم بها حتى نستطيع أن نطلق على ما يقوم به "طريقة تدريس" من اختيار، وانتقاء، وتعديل، وتنظيم، ثم عرض كل ذلك من أجل أن يحدث التدريس لدى المتعلمين تعلماً، ويحقق الأهداف التربوية للمناهج الدراسية. وهذا يعنى أن مهمة التدريس وبالتالي مهمة المعلم تسهيل التعلم وإثارته، وتوجيهه وتيسيره، أي إحداثه ومعنى هذا أن الكيفية التي نتبع خطواتها وإجراءاتها في التدريس مرتبطة بنوع التعلم الذي نرغب أن يمارسه الطلاب، ونوع المعرفة التي نود أن يكتسبوها، ونوع السلوك والمهارات والقيم ... إلخ التي نود أن تنمو لديهم، وفى ذات الوقت تتحدد هذه الأنواع بالكيفية التي ندرس بها.
وهناك من المداخل التدريسية وطرق التدريس وأساليبه وفنياته الكثير والكثير الذي يسهم بشكل كبير في تسهيل التعلم وتحقيق أهدافه مثل: القياس، والاستقراء، والتساؤل، والنقاش، والحوار، وحل المشكلة، والاكتشاف بأنواعه، والقراءة، ولعب الأدوار، والتمثيل، والتحليل، والتلقين، والمشروعات ... إلخ هذه القائمة المتعددة والمتجددة. ولكل طريقة من هذه الطرق، ولكل أسلوب من هذه الأساليب مزاياه وعيوبه، ولكل فاعليته في مواقف، وضعف جدواه في مواقف أخرى، أي أن كل أسلوب من هذه الأساليب التدريسية يحقق أغراضاً مختلفة، وينجز أهدافاً تعليمية متعددة إلا أن أياً منها بمفرده لا يستطيع أن يحقق كل الأغراض، أو ينجز كل الأهداف، فكما أشرنا: بعض هذه الأساليب قد تكون أفضل من بعضها فيما يتصل بملاءمتها وقدرتها على تسهيل نوع معين من التعليم، وبما أننا لا نستطيع بأي حال من الأحوال أن نستخدم هذه الأساليب بصورة مستقلة بعضها عن بعض، ولأن الأسلوب الواحد قد يستطيع أن يحقق أكثر من هدف ولكنه لا يستطيع تحقيقها كلها، كما أن لكل أسلوب – كما ذكرنا- مزاياه وعيوبه، ومن هنا نقول إننا بحاجة لإعادة ترتيب هذه الأساليب بعناية في تسلسل يعين كلا من المعلم والطالب على تحقيق أهداف التعلم بفاعلية وكفاءة.
إذن فاختيار، وترتيب، وتوليف، ونسج مجموعة من أساليب التدريس وطرقه بشكل فني متتابع ومترابط ومنطقي، وتطبيقها بهذه الصورة التكنيكية المتتابعة المترابطة المتسقة التي يسلم كل واحد منها الأمر إلى الآخر في مجرى تدريسي واحد وفى يسر لتحقيق أهداف معينة محددة – هذه العملية يمكن أن نسميها استراتيجية تدريسية، أي أن اختيار الأساليب،
وترتيبها، وتوليفها، وتنسيقها بحيث تشكل في مجموعها طريقة واحدة هي ما نسميه باستراتيجية التدريس
Tidak ada komentar:
Posting Komentar